اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الاطفال الصغار يأخذون الاشياء ولسبب بسيط جدا، وهو انهم يريدون ان يلعبوا بها. فاذا اخذ طفلك لعبة شقيقه او رفيقه او اخذ محفظتك، فليس من الضروري ان يفسر ذلك على انه سرقة، فان الطفل يستغرق فترة زمنية معقولة حتى يدرك فكرة الملكية الخاصة.

واذا اخذ طفلك الصغير سيارة شقيقه مثلا، فلا تجعلي من ذلك قضية كبرى طبعا ان السرقة ممنوعة وسوف يفهم الفكرة تدريجيا.

اما بالنسبة الى الاطفال الكبار نسبيا والذين يعرفون الحدود بين الملكية الخاصة وملكية الاخرين، فان السرقة المستمرة في البيت مؤشر الى ان ثمة خطأ ما في الموضوع وعادة ما يكون هذا الخطأ في الاسرة او في الطفل وقد يتطور الامر الى السرقة خارج المنزل في المدرسة او في المخازن وهي بداية الجنوح الذي يحصل احيانا بين الاحداث وغالبا ما يترافق مع انواع اخرى من السلوك المخالف للقانون والمجتمع وفي كلتا الحالتين فان مشورة الاختصاصي حتما ضرورية.

وعلاج السرقة ليس بالامر السهل اذ يجب على الوالدين ايضاح ما يسمح به المجتمع وما لا يسمح على نحو لا يدع مجالا لاي شك لا بالقول فقط بل بالفعل ويجب ان يدرك الاهل واولادهم ان اي استيلاء على ممتلكات الغير مهما كانت تافهة هو في جوهره سرقة ولا تكفي التربية، بل يجب توفير فرص الحصول على ما يشتهيه الولد على نحو مشروع.

فالحرمان سبب رئيسي من اسباب السرقة، وخصوصا ذلك الذي لا يجد الولد له تفسيرا معقولا والذي يشمل الحرمان الاقتصادي والاجتماعي والعاطفي.

اثبتت ابحاث جرت اخيرا ان الجنوح بانواعه عند الصغار والكبار يترافق مع عناصر بارزة في الحياة العائلية منها الفقر وكبر حجم الاسرة وعدم الانسجام بين الوالدين او انفصالهما واعتمادهما الاساليب التربوية التي تتميز بالقسوة والتناقض وميلهما نحو الجنوح وتدني مستوى الذكاء العام في الاسرة وفشل الاولاد في الدراسة. واثبتت هذه الابحاث ان الولد الذي لا يتوقف عن السرقة عند بلوغه الثامنة عشرة من العمر قد يستمر في هذا السبيل حتى يبلغ على الاقل منتصف الثلاثينات من عمره.

الأكثر قراءة

حزب الله يدشّن أولى غاراته الجوية... ويواصل شلّ منظومة التجسس ترسيم الحدود مع لبنان ورطة اسرائيلية... و«مقايضة» اميركية في رفح!